طالب المؤرخ الرياضي محمد القدادي بتصنيف البطولات المحلية تصنيفا دقيقا، ووضع حد للتلاعب بتاريخ البطولات المحلية، وقال: "بكل أسف من يكتبون لا يعلمون ما يكتبون، وكل يغني على ليلاه، ويتحكم الميول والهوى في كتابة الغالبية".
وأضاف: "حتى المؤرخين الرياضيين لا يعرفون كيف يكتب التاريخ، فهناك فرق بين الإحصاء وكتابة التاريخ".
واعترف القدادي أن كل شخص يصنف البطولات حسب ناديه المفضل، وقال: "العابثون بالتاريخ يقتصون من التاريخ ما يناسب أهواءهم وميولهم، ويجب أن يعلم الجميع أن وظيفة المؤرخ هي كتابة التاريخ بطريقة علمية مفصلة".
وأكد القدادي على أن بطولة كأس الملك كانت عبارة عن دوري، وهي البطولة الأغلى في ذلك الوقت، وذكر أن الأدهى أن البعض يربط بين كأس الملك سابقا وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال حاليا، وقال: "هؤلاء لا يفقهون شيئا".
وتابع: "كان هناك أكثر من دوري حتى بطولة كأس ولي العهد لعبت في فترات بنظام الدوري"، وأضاف: "انطلقت بطولة كأس الملك منذ عام 1377 واستمرت حتى عام 1395 بنظام الدوري، ومسابقة الدوري الحالي هي امتداد لبطولة كأس الملك في تلك الحقبة الزمنية".
وواصل: "كان هناك أكثر من دوري ومنها مثلا دوري المناطق الذي كان يقام في تلك الفترة، حيث كان هناك 3 أبطال للشرقية، والوسطى، والغربية".
ووصف القدادي ما يحدث بالتخبط وحمل مسؤوليته لـ3 جهات، وقال: "تقع المسؤولية الأولى على الاتحاد السعودي لكرة القدم، والمسؤول الثاني هو اللجنة الأولمبية، والمسؤول الثالث هو رعاية الشباب، والمثير للاستغراب أن جميع هذه القطاعات الثلاثة تخضع لقيادة واحدة".
واستغرب القدادي من التسلسل الذي تحظى به بطولة كأس الاتحاد رغم أنها أقيمت في ظل ظروف متباعدة وبأكثر من نظام، حيث أقيمت بين فرق أولمبية ودرجة أولى وممتازة، وواصل: "يجب أن يتم تشكيل لجنة متخصصة أو الاستعانة بشخص لتصنيف البطولات وإثبات نسبها".
واعتبر أن من يجتزئون البطولات دون تسلسل يقودوننا للقول إن دوري الموسم الماضي مختلف عن دوري زين هذا الموسم، واستطرد: "بالطبع مثل هذا ليس حديث تاريخي متسلسل، ويجب أن نغلب المنطق في أطروحاتنا".
وأوضح أن تسلم الأمير خالد الفيصل للقيادة الرياضية قاد لإحداث تغيير في نظام بطولة الدوري، حيث أصبحت بالقرعة، وتابع: "تصور مثلا أن بطل الوسطى كان يواجه الشرقية في كل عام، بينما بطل مكة التي كانت فرقها 8 فرق يواجه أحد بطلي المدينة الأنصار أو أحد، وذلك ما جعل الفرص متساوية بين جميع الفرق للوصول للنهائي".
وفي حال اعتمد التصنيف الذي يؤكده القدادي وهو يعد أحد أهم وأبرز مؤرخي الكرة السعودية، حيث عاصر الرياضة السعودية منذ انطلاقتها سيصبح فريق الوحدة أول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري بفوزه في النهائي على الاتحاد 4/صفر عام 1361 وسيضاف لسجل أبطال هذه المسابقة.
ويعد فريقا الأهلي والاتحاد أكثر المستفيدين من هذا التصنيف، حيث سيصبح الاتحاد بطل 13 مسابقة، والأهلي بطلا لـ8 بطولات، وذلك بإضافة 5 بطولات دوري لسجل كل منهما، وسيرتفع رصيد أندية الهلال والنصر والاتفاق بطولة واحدة، حيث سيصبح للهلال 14 بطولة وللنصر 7 بطولات وللاتفاق 3 بطولات.